يُشير مصطلح “حل المشكلات” إلى العملية المنظمة التي تتضمن تحديد المشكلة، وتحليلها، واقتراح الحلول، وتقييمها، وتنفيذ الحل الأمثل. وهو أسلوب فعال في التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجهها شركات ريادة الاعمال في الإمارات العربية المتحدة والعالم بأسره.
يسعى الأفراد إلى تطوير أساليب فعالة لتقديم أفكار متسقة ومبتكرة لمواجهة التحديات التجارية الحقيقية. ويتضمن ذلك استخدام مجموعة من استراتيجيات التفكير الإبداعي والمنطقي. ومع تطبيق الإبداع والتفاهم لتحسين هذه الاستراتيجيات، يتمكن الأعمال من الارتقاء بسلاسة نحو تحقيق نمو مستدام.
وهنا يأتي دور مهارات حل المشكلة كجزء أساسي من أي مؤسسة، فقد تواجه مشكلة على المستوى الخارجي في تحقيق توقعات شركتك وهو إرضاء جمهورك او على المستوى الداخلي مثل تفاوت الكفاءات في منظمتك وابتعاد الحلول عن اساس المشاكل التي تواجهها.
ووفقًا لتقرير “مستقبل الوظائف 2023” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 44% من مهارات العاملين ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعكس تزايد الحاجة إلى المهارات الإدراكية، خاصة مهارات حل المشاكل، في بيئة العمل.
تعريف مصطلح حل المشكلات في مجال الأعمال
يشير مهارة حل المشكلات هنا إلى “القدرة على التعرف على العقبات، في مجال الأعمال، التي تعيق تطورها وتقدمها، بالإضافة إلى القضاء عليها”.
ومع ذلك، فإن دور مستشاري الإدارة يتجاوز التفكير في التحديات المباشرة وحلولها. بدلاً من ذلك، يتبع المستشار خطة تتكون من خمس خطوات متميزة كالتالي:
1. مواءمة الحل المطروح مع رؤية المؤسسة: يجب أن يكون كل حل متوافق مع الأهداف والرؤية العامة للشركة.
2. النظر إلى منهجية “حل المشكلات” كثقافة مستدامة: من المهم فهم أن حل المشكلة ليس النهاية، بل هو بداية لعملية جديدة تتضمن تحديد مشكلة جديدة وطرح حلول اخرى وتحديد الأنسب من بينهم.
3. تحديد السوق المستهدف والنطاق التحليلي: يستخدم المستشارون البيانات لتوفير معلومات ودعم التحليل والتشخيص الدقيق لمشكلة الأداء، مما يساعدهم على تحديد أسباب المشكلة ووضع خطة عمل فعالة لحلها.
4. تحديد نطاق المشكلة وأطرافها: غالبًا ما يتطلب حل المشكلة التعاون مع عدة أقسام والتفاعل مع مختلف الأفراد داخل الشركة.
خطوات حل المشاكل
توجد العديد من المنهجيات ضمن مهارة حل المشكلات، لكن هناك عدة خطوات ثابتة لمعالجة معظم مشاكل الشركات والمؤسسات، و سنتناولها الآن
1. فهم المشكلة:
الخطوة الأولى في طريق حل المشكلات التي تتعرض لها الشركة او المؤسسة هو فهمها ومن أجل ذلك يجب إجراء تحليل مُفصل للعوامل الخارجية، ومن بينها البيانات الخاصة بالعمليات المختلفة، سلوك الموظفين والقوانين السارية داخل المؤسسة.
ولهذا السبب، يجب على مستشاري الإدارة البحث بشكل عميق حول المشاكل التي يعرضها عملائهم عليهم، سواء كانت تتعلق بإتخاذ قرارات استراتيجية أو تحسين العمليات التشغيلية. يتعين على مستشاري الاعمال ضمان التأكد من معالجة المشكلة الحقيقية وليس معالجة أحد أعراضها.
ومن ضمن الأدوات المُستخدمة في هذه التقنية هو استخدام “قالب الأسباب الخمسة” والتي تُثبت فعاليتها في هذا الشأن، حيث يتم من خلالها السؤال عن السبب وراء المشكلة ومع كل إجابة يُطرح نفس السؤال للوصول لجوهر المشكلة الحقيقي
2. طرح عدة حلول للمشكلة:
الخطوة التالية التي تلي فهم المشكلة وتحديدها هي اقتراح حلول مختلفة للمشكلة الواحدة، وذلك يتطلب تشجيع طرق ابداعيه في التفكير وإشراك الأشخاص ذوي خلفيات متنوعة لتحقيق مزيج من التنوع والتفرد في الحلول المطروحة.
وفقًا لبعض الباحثين، هناك بعض الممارسات التي تساهم في تعزيز الإبداع، مثل دمج تقنيات مثل خرائط العقل والعصف الذهني. من خلال استخدام هذه التقنيات، يمكن للأفراد توليد أفكار جديدة ومبتكرة بشكل أكثر فعالية.
3. تقييم الحلول المطروح واختيار الأنسب:
من أجل الخروج بالحل الأنسب، يجب تطبيق معايير التقييم المختلفة مثل الملاءمة، القيمة مقابل التكلفة، والتأثير على جميع الحلول المقترحة، ومن ضمن الأدوات المستخدمة في التقييم هو تحليل “سوات” لمعرفة نقاط القوة، الضعف، الفرص والتهديدات لكل الحلول.
4. تصميم استراتيجية لتنفيذ الحل الأنسب:
عملية حل المشكلات تتطلب تصميم استراتيجية مناسبة لتنفيذ الحل المُختار ضمن إطار زمني محدد وعادهً هذه الاستراتيجية تتضمن الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح في حل المشكلات.
“مهارة حل المشكلات” دليل استشاري الإدارة
مهارة حل المشكلات هو جوهر عمل جميع شركات الاستشارات الإدارية في الإمارات وحول العالم. في هذا القسم، ستجد أربع نماذج ذهنية تهدف إلى تحسين قدرات المستشارين في حل المشاكل:
المنهجية القائمة على الفرضية
تحديد المشكلة: تحديد جوانب المشكلة للبدء في طرح الحلول
صياغة فرضيات قابلة للاختبار: صياغة فرضيات مناسبة قابلة للقياس عن سبب المشكلة
جمع الدلائل: جمع الأدلة التي تدعم او ترفض احد الفرضيات المطروحة حتى الوصول الى الفرضية المدعومة من معظم البيانات
تعديل الاستنتاجات وتطوير الحلول: تعديل الاستنتاجات لتتناسب مع أصول اسباب المشكلة وتطوير الحلول المقترحة
منهجية اختلاف الأسباب عن النتائج
على الرغم من وجود ارتباط وثيق بين الأسباب والنتائج إلا أن علاقتهما لا يتخللها عنصر التأثير من أي جانب على الجانب الآخر. لمعرفة الاسباب الحقيقة وراء المشكلات يُمكن الاستعانة بالأساليب الإحصائية أو المنهجية المنطقية.
وهنا يجب التأكيد على أنه لا يمكن محي عنصر الخطأ من الوجود ولكن يمكن التقليل من هذا العنصر من خلال جمع المعلومات الكافية وتقديمها في صورة منطقية قبل الخروج بالاستنتاجات.
منهجية “مبدأ التنافي والشمولية”
في هذه المنهجية، افترض أن استراتيجية الحل في هذه المنهجية تتضمن مجموعة من العناصر المستقلة عن بعضها البعض وفي نفس الوقت شاملة لكل جوانب المشكلة.
قم بتقسيم المشكلات المعقدة إلى عناصر أصغر وأكثر قابلية للإدارة، مع التأكد من أن هذه العناصر تشكل صورة كاملة للمشكلة. لا تتجاهل العوامل الأساسية التي تساهم في حدوث المشكلة. ركز على هذه العوامل الرئيسية لتحديد الحلول المناسبة.
منهجية مبدأ باريتو
هنا يجب التفرقة بين العوامل الأساسية والثانوية للنجاح، يجب تحديد العوامل التي تحقق 80% من نجاح المؤسسة، والتي عادهً ما تكون بنسبة 20% من عوامل النجاح مجمعة.
هذا المبدأ يهدف إلى تجنب إهدار الموارد على عوامل النجاح الثانوية وتركز فقط على أكثر العوامل إنتاجية.
من خلال فهم وتطبيق هذه التقنيات، ستتمكن من تحليل المشكلات بدقة، وتحديد الأسباب الجذرية، وتطوير حلول مبتكرة. هذا سيؤدي في النهاية إلى تحسين النتائج وتحقيق الأهداف.
أتماكس| ابرز شركات الاستشارات الادارية في الإمارات العربية المتحدة
هل تواجه تحديات تعيق نمو شركتك؟ فريق أتماكس متخصص في فك شفرة التحديات المعقدة التي تواجه الشركات، حيث يعد حل المشكلات أحد الركائز الأساسية في فلسفة التميز في الأعمال.
فريقنا المتخصص يساعدك على حل التحديات المعقدة في مجال الأعمال باستخدام مهارات حل المشكلات واستراتيجيات اتخاذ القرار، لتحقيق تأثير أكبر. احجز موعدك اليوم!