سواء كنت مديرًا طموحًا يوجه فريقه لتحقيق مزيدًا من النجاح أو مالك شركة يسعى لترسيخ أسس متينة للنموٍّ، فإن خطوات التخطيط الاستراتيجي الأساسية هي بوصلتك لجني مزيدًا من الأرباح نحو مزيدًا من الأهداف بعيدة المدى والريادة في مجال عملك.
نحن نتفهم أن عملية التخطيط الاستراتيجي قد تشكل تحديًا بالنسبة للوقت والجهد، لذا سنقدم في تلك المقالة خطوات عملية لإنجاز عملك بفاعلية وفي أسرع وقت.
فهي سوف تخبرك بالكثير عن خطوات التخطيط الاستراتيجي والأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات سليمة ودفع عجلة عملك نحو مزيدًا من التميز.
فهم التخطيط الاستراتيجي
يُمثل التخطيط الاستراتيجي بوصلةً تُرشد المديرين وأصحاب المصلحة وصنّاع القرار نحو تحقيق أهدافهم المرجوة، سواء كانت أهدافًا قصيرة المدى أو بعيدة المدى. فهو رحلة منظمة تُحدد أفضل السبل لتحقيق تلك الأهداف، وتُقدم خارطة طريق واضحة تضمن النمو والازدهار من خلال خطوات للتخطيط الاستراتيجي تصبح المهام اليومية متناغمة مع الرؤية الشاملة للمنظمة، ممّا يُعزز كفاءتها ويُساهم في تحقيق النجاح المستدام.
أهمية التخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجي ليس فقط مرشد لكل فرد في المؤسسة، فهو عملية شاملة تدمج جميع جوانب إدارة الشركات، بدءًا من تحليل البيئات الداخلية والخارجية، وصولاً إلى تحديد أهداف قابلة للتحقيق ووضع خطة عمل مفصلة لتنفيذ رؤية المؤسسة.
وعلى الرغم من أنه قد يُنظر إليه أحيانًا على أنه عملية بيروقراطية معقدة، إلا أن التخطيط الاستراتيجي يُقدم فوائد لا غنى عنها مثل التوجيه الدقيق وزيادة كفاءة العمل واتخاذ قرارات سليمة.
الفرق بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط التشغيلي
دعونا نكن صريحين، غالبًا ما يُنظر إلى التخطيط الاستراتيجي على أنه عملية إدارية جانبية، لأن المؤسسات ترغب في رؤية نتائج سريعة على المدى القصير لكن يكمن جوهر التخطيط الاستراتيجي في تحديد الأهداف بعيدة المدى.
إلا أن هذا لا يعني إغفال دور الخطوات والإجراءات قصيرة المدى. فهي جزء لا يتجزأ من خطتك الاستراتيجية الشاملة.
ويُركز التخطيط الاستراتيجي على “ماذا” و”لماذا” تريد تحقيق الأهداف، بينما يهتم التخطيط التشغيلي بـ “كيف” و”متى” ستحققها. كلاهما ضروريان لنجاح المؤسسة، لكن لكل منهما غرضه الخاص وأسلوبه المختلف.
والتخطيط الاستراتيجي يرسم خريطة الطريق للنجاح، بينما التخطيط التشغيلي يضمن تنفيذ المبادرات الاستراتيجية بفعالية.
الخطوات الأساسية: خطوات التخطيط الاستراتيجي
ان الخطة الإستراتيجية المحكمة تعد أساس النجاح التنظيمي. فهي تحدد الاتجاهات والأولويات والخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف طويلة المدى.
إليك خطوات التخطيط الاستراتيجي الأساسية التي يجب أن تتضمنها أي خطة لأي نوع أعمال:
1- الرؤية والرسالة
الرؤية: تُمثل الصورة المستقبلية التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها على المدى الطويل. فهو يُجيب على السؤال: “أين نريد أن نكون في المستقبل؟”
الرسالة: تُحدد غرض المنظمة وأهدافها الأساسية. فهو يُجيب على السؤال: “ماذا نفعل، ولماذا نفعل ذلك؟”
2- تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات)
يُعد تحليل SWOT أداة تحليلية فعالة تُساعد المنظمات على فهم بيئتها الداخلية والخارجية بعمق، وذلك من خلال تقييم نقاط قوتها وضعفها، والفرص والتهديدات التي تواجهها.
وتتكون عناصر تحليل SWOT من:
- نقاط القوة:
هي السمات والموارد الداخلية للمنظمة التي تُتيح لها تحقيق ميزة تنافسية.
- نقاط الضعف:
هي السمات والموارد الداخلية للمنظمة التي تُشكل تحديات تعيق قدرتها على المنافسة.
- الفرص:
هي العوامل الخارجية التي تُتيح للمنظمة إمكانيات جديدة للنمو والتطور.
- التهديدات:
هي العوامل الخارجية التي تُشكل مخاطر على استقرار ونمو المنظمة.
2. الهدف والغاية
الهدف: هو النتائج واسعة النطاق وطويلة المدى التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها.
الغاية: هي خطوات محددة وقابلة للقياس تُساعد على تحقيق الأهداف، يجب أن تكون الأهداف ذكية (محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، ومرتبطة بالهدف، ومحددة زمنياً)
4- خطط العمل والتكتيكات
خطط العمل:
هي خطط تفصيلية تُحدد الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف، وتُشمل الجداول الزمنية والمسؤوليات والموارد المطلوبة لتنفيذ كل مهمة، وتُساعد على ضمان تنفيذ الاستراتيجيات بفعالية وتحقيق النتائج المرجوة.
التكتيكات:
هي الإجراءات أو الخطوات المحددة المتخذة لتنفيذ الاستراتيجية، كما تُمثل الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على أرض الواقع لتحقيق الأهداف، وتكون أكثر تفصيلاً وتحديدًا من خطط العمل.
5- مؤشرات الأداء الرئيسية
مقاييس الأداء العامة:
هي مقاييس قابلة للقياس تُستخدم لتتبع مدى نجاح الخطة الاستراتيجية، وتوفر معلومات قيّمة حول فعالية المبادرات والبرامج المختلفة، تُساعد على تحديد نقاط القوة والضعف في خطة العمل، تُمكن من إجراء التعديلات اللازمة على الخطة لتحسين النتائج، ويجب أن تكون مرتبطة بالخطة الاستراتيجية، قابلة للقياس، مُحددة، قابلة للتحقيق، مُتاحة ويُمكن الحصول على البيانات اللازمة لقياسها بسهولة.
مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs):
هي أحدى مقاييس الأداء التي تعبر عن وضع المنظمة بالنسبة لأهدافها الاستراتيجية، تُركز على أهم جوانب الأداء التي تُؤثر مباشرًا على تحقيق الأهداف، وتُقدم صورة شاملة عن أداء المنظمة، وتكون مرتبطة بأهداف الاستراتيجية، التي سبق صياغتها.
وبتطبيق هذه الخطوات، ستتمكن من اختيار واستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية استخدامًا مؤثرًا، مما سيساعدك على تنفيذ خطوات التخطيط الاستراتيجي وتحقيق النجاح على المدى الطويل.
خطوات التخطيط الاستراتيجي ووضع خطة استراتيجية
إنّ رحلة تحقيق الأهداف التنظيمية تبدأ بخطوات مدروسة، ولكن كيف يتم ذلك؟
إليك دليلًا خطوة بخطوة يُمكنك من خلاله صياغة خطة استراتيجية فعّالة تُساهم في تحقيق النجاح على المدى الطويل.
1- تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق
حدد أهدافك: ضع أهدافًا طويلة المدى تتماشى مع رؤية ورسالة المنظمة.
حدد أولوياتك: رتب أهدافك حسب الأولوية، بدءًا من الأكثر تأثيرًا.
تأكد من كونها أهداف ذكية: التي سبقنا أشرنا إليها.
3- إجراء التحليل الداخلي والخارجي
التحليل الداخلي: يقوم بتقييم نقاط القوة والضعف والموارد في المنظمة، ويمكن القيام بذلك من خلال بعض الأدوات مثل SWOT.
التحليل الخارجي: يقوم بدراسة العوامل الخارجية مثل اتجاهات السوق والمنافسة والظروف الاقتصادية والبيئة التنظيمية، ويمكن القيام بذلك من خلال تحليل PESTEL (السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والبيئي والقانوني).
4- تحديد الاستراتيجيات
استلهام الأفكار من التحليلات: تحويل المعرفة المكتسبة من خلال عملية التحليل إلى خيارات استراتيجية ملموسة.
تقييم دقيق وشامل: من حيث الجدوى والمخاطر والمواءمة والانسجام مع رؤية المنظمة ورسالتها وقيمها الأساسية.
انتقاء الأفضل: اختيار الاستراتيجية ذات التأثير الأكبر لتحقيق الأهداف المرجوة.
5- تطوير العمل
تحويل كل استراتيجية إلى خطوات عمل محددة: تقسيم كل استراتيجية إلى مهام قابلة للتنفيذ.
تحديد المسؤوليات وتعيين الأدوار بوضوح: تحديد من هو المسؤول عن كل خطوة من خطوات العمل.
جداول زمنية واقعية: وضع خطة زمنية قابلة للتحقيق وتحديد المواعيد النهائية لإكمال كل خطوة.
تحديد الموارد اللازمة: توفير الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية لتنفيذ الخطط.
5- تنفيذ الخطة
إيصال الخطة بوضوح: شرح الخطة للجميع وضمان فهم جميع المديرين التنفيذيين للخطة الإستراتيجية وأدوارهم وأهدافها.
إدارة التغيير بفعالية: توقع المقاومة المحتملة من بعض الموظفين وحينها يجب وضع استراتيجيات مدروسة للتغلب عليها.
تنفيذ خطط العمل بحزم: الالتزام بالجداول الزمنية وتنفيذ خطوات العمل وفقًا للجدول الزمني المحدد ومسئوليات كل فرد.
7- قياس وتقييم التقدم
المتابعة الدقيقة ومراقبة التقدم: استخدام مقاييس الأداء ومؤشرات الأداء الرئيسية لتتبع مدى إنجاز خطط العمل، وأيضًا استخدام أدوات مثل Time Doctor لمتابعة سير العمل.
التقييم والتعديل: مراجعة الخطة الإستراتيجية بشكل دوري للتأكد من استمرار ملاءمتها وفعاليتها.
التكيف مع التغييرات: إجراء التعديلات اللازمة على الخطة بناءً على بيانات الأداء والظروف المتغيرة.
تقرير التقدم: إبقاء أصحاب المصلحة على اطلاع دائم بالتقدم المحرز وأي تغييرات في الخطة الإستراتيجية.
ومن خلال تطبيق خطوات التخطيط الاستراتيجي، يمكن للمديرين وأصحاب الأعمال وضع خطط استراتيجية ناجحة تضمن لهم توجيه دقيق، تخصيص الموارد بكفاءة والنجاح المستدام.
يواجه العديد من المديرين في مختلف الشركات تحديات في تطبيق خطوات التخطيط الاستراتيجي، غالبًا ما ينظرون إليه على أنه عملية بيروقراطية معقدة.
لكن مع أتماكس يمكنك التغلب على هذه العقبات!
نقدم خبرات استثنائية في مساعدة الشركات على وضع خطط استراتيجية مميزة تتناسب مع التغيرات السريعة التي تميز أسواق الإمارات العربية المتحدة. اتصل بنا الآن.