يمكن أن تواجه الشركات العديد من المخاطر المحتملة، مثل الانهيار الاقتصادي والكوارث الطبيعية التي قد يكون لها تبعيات خطيرة، مثل تكبد الشركة خسائر كبيرة من الوقت والجهد لإصلاح الأضرار التي قد تحدث، مما يؤثر على سير العمل وصعوبة تحقيق أهداف الشركة مما يشكل عائقًا لنجاحها، سنستعرض في هذا المقال أهم خطوات بناء استراتيجية ادراة المخاطر التي تمكن شركتك من تجاوز هذه الأزمات.
ما استراتيجية ادارة المخاطر ؟
هي استراتيجية تتضمن معرفة وتقييم المخاطر الرئيسية التي يمكن للمشاريع مواجهتها، ووضع خطوات دقيقة للتعامل مع هذه المخاطر بفعالية. هدف إدارة المخاطر هو ضمان استعداد الشركات للتعامل مع المخاطر بأقل تكلفة ودون أي تأثير سلبي على أنشطتها التجارية.
كيف يمكننا البدء في استراتيجية ادارة المخاطر ؟
إن تحديد كل من نقاط الضعف والقوة والمخاطر المحتملة والفرص المتاحة فيما يعرف بتحليل SWOT هو من أهم خطوات بناء استراتيجيتك الخاصة، سيكون من المفيد أن تتوافر لديك أكثر من خطة مناسبة للتعامل مع أنواع المخاطر المختلفة التي قد تواجهها مؤسستك. ولكن ما خطوات وضع استراتيجية ادارة المخاطر؟ سنستعرض أهم أربع خطوات يجب عليك كمسؤول شركة اتباعها لتحقيق خطة فعالة لإدارة المخاطر.
1. تحديد المخاطر
يمكن أن تأتي عملية تحديد المخاطر إما من اكتشاف نقاط الضعف أو من تطبيق الأدوات وإجراءات المراقبة التي تنبه المستخدمين عند اكتشاف المخاطر المحتملة.
أفضل استراتيجية لإدارة المخاطرهي أن تكون استباقية دائمًا بدلاً من رد الفعل. يمكن للمنظمات إجراء تقييمات المخاطر الداخلية والخارجية بانتظام من خلال برامج متطورة للمساعدة في الكشف عن عوامل الخطر المحتملة.
كما يُفضل إجراء تقييم رسمي للمخاطر على أساس سنوي؛ وبالتالي، فإن تحقيق هذه الخطوة يمكن أن يحقق أهدافا متعددة في آن واحد. وينبغي أن يتضمن «سجل المخاطر» الرسمي أو «جرد المخاطر» الذي يجري استعراضه وتحديثه بانتظام جميع المخاطر والتقييمات وخطط الاستجابة.
2. تقييم المخاطر
يلي تحديد المخاطر المحتملة، تقييم كل خطر للتأكد من تأثيره إذا تحقق واحتمالية حدوثه. تساعد هذه العملية على تحديد أولوية المخاطر.
3. الاستجابة للمخاطر
قد تتخذ الاستجابة للمخاطر شكل استجابة طارئة حيث تحتاج بعد المخاطر إلى التدخل السريع، أو يمكن أن تكون مهمة مستمرة أي استجابة طويلة الأمد، تنطوي على تطوير وتنفيذ إجراءات مراقبة جديدة. وقد تتطلب المخاطر خطة عمل شاملة، وينبغي عادة إشراك أصحاب المصلحة الذين سيتأثرون بالمخاطر في عمليات صنع القرار فيما يتعلق بالمخاطر الرئيسية.
4. رصد المخاطر
هي عملية مستمرة لرصد تنفيذ استراتيجية ادارة المخاطر والبحث عن المخاطر الناشئة ومعالجتها. تسمح هذه الخطوة بالتدخل في الوقت المناسب في حالة تجاوز احتمالية الخطر أو شدته أو تأثيره بالحد المقبول.
ما أهمية وجود استراتيجية ادارة المخاطر؟
تواجه معظم الشركات مخاطر تشغيلية واستراتيجية من وقت لآخر، ولكن إجراءات وتكتيكات إدارة المخاطر ضرورية لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في مؤسستك كم أنها إحدى متطلبات الحصول على شهادة ال ISO، كما أن إدارة المخاطر هي أحد أهم إجراءات التشغيل القياسية في المؤسسات. وتتعدد فوائد الإدارة الناجحة للمخاطر، بما في ذلك ما يلي:
- تحسين الكفاءة التشغيلية
أحد أهداف عملية إدارة المخاطر هو تقييم المخاطر التشغيلية، أي المشاكل المتوقعة والتي تعطل كفاءة المؤسسة وتقلل من قدرة المؤسسة على العمل بفعالية، وبالتالي فإن التخطيط للمخاطر مهم لأنه يقلل من التأخيرات ووقت التعطل الذي يمكن أن يؤدي إلى خفض الإنتاجية وانخفاض الأرباح مما يؤثر بالسلب على مصداقية المؤسسة.
مثال على ذلك: المطاعم الناشئة التي تعتمد في مكوناتها وأدواتها الأساسية ستتأثر في كفاءتها وإنتاجيتها بشدة إذا لم تتمكن من الحصول على تلك المكونات من الموردين الرئيسيين. يمكن التعامل مع هذا الوضع من خلال التعاقد مع مورد احتياطي موثوق.
- تحسين رضا العملاء
من أهم أهداف استراتيجية ادارة المخاطر توقع المشاكل المحتملة ومعالجتها قبل حدوثها، فمن خلال التعامل مع المشاكل المحتملة قبل حدوثها بجانب تتبع ردود أفعال العملاء -وهو من أهم مهارات تطوير الأعمال– ، تؤكد الشركات على أنها تقدّر رضا العملاء، وبالتالي سيكونون خير سفير للمؤسسة، مما يؤدي إلى رفع القيمة التنافسية للمؤسسة في السوق.
- زيادة الأرباح
وهنا يأتي الدور لتمكين الفريق من تحديد الفرص المتاحة لزيادة الأرباح، فمن خلال فهم طبيعة المستهلكين الشرائية، يمكن للمؤسسات تحديد ثغرات الإيرادات الجديدة، مثل اعتماد الاستراتيجيات الحديثة للتسويق، أو جذب عملاء من فئات مختلفة أو تأسيس خدمات جديدة.
كيف يمكن التعامل مع المخاطر المُحتملة؟
يعد التطبيق المختلف لاستراتيجيات إدارة المخاطر لمعالجة أنواع مختلفة من المخاطر جزءًا من الاستراتيجية نفسها.
ربما سمعت قول: «التجنب ليس استراتيجية». والمثير للدهشة أن التجنب هو أحد استجابات المخاطر، عندما يتعلق الأمر بتدابير إدارة المخاطر، إلى جانب خفض والقبول والنقل هم أيضًا من طرق التعامل مع المخاطر، وسنوضح كل منهم فيما يلي:
- تجنب المخاطر
التجنب هو طريقة تحاول القضاء على احتمال حدوث خطر أو إلحاق الضرر بأي شكل من الأشكال، يمكن للشركات أن تتخلى عن الاستثمار في سلعة أو خدمة إذا كانت المخاطر تفوق الربح. وفي حالة ما إذا كانت المخاطر الجيوسياسية تشكل تهديدا لمشاريع المنظمة، فقد يكون من الأكثر حكمة التخلي عن هذه السلعة والاهتمام بمشروع في مجال مختلف.
- قبول المخاطر
التجنب ليس دائمًا أفضل مسار للعمل؛ في بعض الأحيان، قد يكون قبول الخطر هو أفضل مسار للعمل عندما لا يكون من المحتمل حدوثه أو إذا كان حدوثه له تأثير ضئيل. التوقيت مهم أيضًا لأن المخاطر لا يمكن أن تؤثر على الرؤية الاستراتيجية لشركتك أو تشكل تهديدًا فوريًا.
- تخفيف المخاطر
واحدة من الاستراتيجيات المتبعة لإدارة المخاطر، فإذا كان الخطر يمثل بالفعل مشكلة وكان الطريقتين السابقتين غير كافيين، فيمكن أن يكون أفضل مسار هو تقليل المخاطر، إذا كان من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على عملك أو موظفيك أو البائعين أو المستهلكين، حينها يجب أن يكون هناك علاج محتمل لكل خطر محتمل، والتوصل إلى استراتيجية، وتطبيقها، ومراقبة النتائج.
- نقل المخاطر
تنشأ صعوبات أو مشاكل لا يمكنك أنت ولا فريقك منعها تمامًا أو الاعتراف بها أو حلها، ومن الأمثلة على ذلك وجود نقص في المعرفة أو الخبرة اللازمة لإدارة المخاطر. قد يكون إسناد المخاطر إلى طرف ثالث مثل الاستعانة بمستشار إداري خطوة ذكية.
في النهاية، تذكر دائمًا أن أتامكس يمكن أن تساعدك في إنشاء إستراتيجية إدارة المخاطر الخاصة بك لرفع مستوى عملك، لذا احجز مكالمتك الآن